ايران وسناريوهات الحرب

اياد جودة

مختص بالشأن الفلسطيني

دائما هناك توقعات وتحليلات من الكثير مفادها ان ( الحرب ستقع او طبول الحرب تقرع ) . ايران بكل ما تمتلك من اصوات تعلن ليل نهار استعدادها التام لردع أي عدوان أمريكي وان صواريخها ستطال الامريكان في اماكن تواجدهم في المنطقة .

اسجل ملاحظة هامة مفادها ( ان ايران مستوى تهديدها هو التواجد الامريكي في المنطقة اما امريكا طبعا فتتحدث عن قلب ايران ) . هذه المفارقات ليست غريبة ولا عجيبة ولا ضرب من الخيالات هي فقط منطق القوة والامكانيات .

السؤال الرئيسي هنا هل ستجازف أمريكا بمصالحها ؟ والسؤال الثاني هل وقوع حرب مع ايران يعزز من مصالحها في المنطقة ؟

دعونا سويا نضع التصورات التالية بصيغة التساؤلات '''

ان كانت صفقة القرن ستمر ، وان ايران وكل ما تمتلكه من امكانيات لا تستطيع وقفها .

ان كانت طهران بتواجدها ومشاغباتها جزء من استمرار استنزاف الخليج .

ان كانت امريكا تستطيع كل مرة العبث باتفاقياتها وقادرة على ترويض الغضب الايراني .

ان كانت امريكا تستطيع بعقوباتها خلق بلبلة داخلية نتيجة الوضع الاقتصادي المستمر في التدهور .

ان كانت امريكا اكثر تأثيرا على حلفاء طهران .

ان كانت مصالح الحلفاء مع طهران اقل من مصالح الحلفاء مع الولايات المتحدة ... فلماذا الحرب ؟؟؟؟

لا داعي أبدا لخوص حرب ليس لان امريكا لا تستطيع ولكن لا داعي لتلك المغامرات التي قد تؤثر على الوضع الداخلي للبيت الابيض طالما ان البيت الابيض قادر على تحقيق كل ما يريد دون حرب مع ملاحظة الرسائل التي يذكر بها البيت الابيض كل الدول انه الاكثر قدرة لفعل اي شيئ دون حرب .

ولكن ماذا يفعل امراء وملوك الخليج تجاه تلك اللعبة من قبل البيت الابيض وربما طهران أيضا؟

ان كان العرب قد وصلوا لدرجة لا يمكن تحملها تجاه سياسة ايران العبثية في مناطقهم فلماذا لا يضرب العرب مصالح ايران في الخليج ؟ حسنا لماذا لا تصوب صواريخهم الى طهران وليحدث ما يحدث بعدها .

ان فعلا كهذا سيجبر كل العالم على وضع قواعد لا يمكن تجاوزها بعد ذلك ، فليس امام المجتمع الدولي حينها الا اخذ موقف جدي اما حرب حقيقية، وليختار كلا حليفه ، او وقف تلك الحرب سريعا ومنع استمراها وليفهم كلا حدوده بعد ذلك .

او ان يقبل العرب باستمرار استنزافهم مقابل ما يصوره البيت الابيض كل يوم بمساعدة افعال طهران بان الخطر لن يتوقف وبالتالي استمرار الاستنزاف العربي .

ولكن لماذا لا يصل المسلمون انفسهم الى قناعة انهم امام الغرب لا يستحقون شيئا وبانهم ليسوا الا عبيد للقوى العظمى وبالتالي ان حلفا اسلاميا عربيا فارسيا اسلاميا هو الحل الذي لن يجعل اي عابث يجرأ على الحديث معهم .

طبعا هذا الخيال مستحيل ان يحدث ولكن ما المانع ؟؟؟