المشاركة السياسية للمرأة الفلسطينية

هناء علي الخالدي

قبل التحدث عن دور المرأة في المشاركة السياسية كنا نتمنى خطوات هامة وسريعة لإنهاء الانقسام وإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني على أسس ديمقراطية وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية .. لكنا نرحب بأي خطوة لإجراء أي تغيير في الوضع الفلسطيني وخاصة انتخابات المجالس البلدية لأنها مرتبطة بتراجع دور البلديات والمجالس المحلية بعد أن تعطلت في قطاع غزة منذ عام2005 والضفة منذ عام 2012

عندما سألني البعض عن دور المرأة وما هو المطلوب منها ..!!

قبل تسليط الضوء على دور المرأة ومشاركتها بالانتخابات يجب أن نتفهم حاجات المجتمع وكيف له أن يلتف حول الرياديات وإعطائهن الدور الذي يبرزن من خلاله .. وهل هذه هي القضية الأهم الذي ينظر إليها المواطن ويعتبرها الأولى في سلم أولوياته ومن هنا نتساءل !!

ما هو الدور المطلوب من المرشح أو المرشحة ليعيد الثقة التي فقدت من قبل المواطن لكي يشعر بالأمان ويذهب إلى الانتخابات وهو مؤمن بشخصية سيكون لها دور بارز لتخفيف القهر والمعاناة التي يتعرض لها وليحد من حالة التدهور في جميع مناحي الحياة ؟؟!!...

المواطن اليوم يبحث عن لقمة العيش الكريمة , ويبحث عن الحالة ألا إنسانية التي يعيشها كل يوم من حصار وإغلاق معابر وانقطاع كهرباء وماء وبطالة لطوابير الخرجين ورسوم الجامعات ... الخ .. بل يبحث عن الأمان الذي فقده خلال عشر سنوات مضت ..

إن حالة الفقر التي اجتاحت مجتمعنا الفلسطيني راجعت دور التنمية والتطور وغياب الأسس السليمة لبناء الذات الفلسطيني فالأداء السيئ للأحزاب أدى إلى تراجع انتماء المواطن نحو قضاياه الوطنية نتيجة تدهور الأحوال الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في غضون سنوات الانقسام والحروب المتكررة والوضع الإقليمي والدولي .

نتمنى من المرشحين إن يكون لهم دور بارز وفعال في تحقيق المصالحة الاجتماعية بين أفراد المجتمع الفلسطيني الواحد وذلك من خلال الترفع عن الصراعات الحزبية والفئوية وتغليب مصلحة الوطن فوق مصلحة الجميع وان تكون وحدة حقيقية تنهي كل الخلافات والظروف الصعبة السائدة والالتفاف حول التنمية المجتمعية بما يتناسب مع الوضع الراهن لان السلطات المحلية تشكل الوجه الحضاري والاجتماعي والإنساني للمجتمع الفلسطيني الذي نأمل أن يكون مترابط ومتآخي في ظل ظروفنا العصيبة .

فكم عانى المواطن الفلسطيني من حجج الاحتلال الإسرائيلي بعدم تقديم الخدمات بسبب ذرائع الأمن مما أدى إلى التهميش والإهمال وهذا أدى إلى غياب الأسس السليمة لبناء البنية التحتية لقطاعات واسعة وكما أدت الحروب المتكررة على قطاع غزة وحالة الانقسام البغيض إلى تلك النتيجة أيضا .. لان المجالس المحلية تؤثر بشكل مباشر وتنعكس على المواطن وطريقة عطاؤه وثقافته وتصرفاته ...

بالنهاية نقول أن الكل أمام ظروفنا الفلسطينية متساوي بالعطاء فلا فرق بين المرشح والمرشحة فعلى الجميع دراسة المجتمع المحلي والتعمق فيه لتحديد نقاط الضعف والقوة للوصول إلى مجتمع واعي خالي من المشاكل , ويجب أن تكون علاقة مساندة بين الرجل والمرأة في هذه المرحلة الاستثنائية التي يمر بها أبناء شعبنا ولننحاز إلى مصلحة الوطن ككل عن طريق إحداث تغيرات جوهرية بما يشمل الهياكل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية على طريق مفهوم التنمية الشامل , لأنها لن تتحقق بدون مساهمة واعية في بلد يعتمد على موارده البشرية لذلك فإن المشاركة السياسية هي شأن عام لا يمكن للفرد أن يكون مؤثراً أو مشاركاً أو فاعلاً فيه ما لم يتعرف بدوره في الحياة العامة وبحقه في ممارسة هذا الدور دون قيود ... نتمنى للوطن الأمان .. ولأبناء شعبي الكرامة .. والسلام ...