-->
المسار ميديا المسار ميديا
موقع خمسات
recent

اخر المواضيع

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

هل ترضى أوروبا للدولة العبرية ما رفضته لمحمد علي ونابليون؟!



محمد الشيخ علي

لا يخفى على أحد العداوة التقليدية بين بريطانيا ودول الشرق، فمنذ ظهورها امبراطورية عظمى وهي لا تقبل أن تكون علاقتها بدول الشرق إلا علاقة التابع بالمتبوع، وكثيرا ما تطورت العلاقة من نفوذ اجتماعي واقتصادي مبطن إلى هيمنة استعمارية سافرة، ولا يمكن استثناء الدولة العثمانية من هذا التعميم، فبعد هزيمة الإمبراطورية الشرقية أمام البرتغال ( معركة ديو 1509 وخليج عمان 1552) وتراجعها اقتصاديا وعسكرية حاولت بريطانيا أن تبقي على تماسك الدولة العثمانية كخط دفاع اول ضد التمدد الروسي نحو المياه الدافئة في القرن الثامن عشر و التاسع عشر وقد كان ذلك كفيلا بصيانة وحدة الإمبراطورية العثمانية لعشرات السنين، وعندما حاولت قوى فتية في مصر والشام التمرد على الإمبراطورية والانفصال عنها هبت بريطانيا لضخ دم الحياة في جسد ذلك "الرجل المريض" والمحافظة على هيبته وتماسكه من منطلق صيانة علاقة التابع بالمتبوع، فعلت ذلك ضد نابليون بونابرت عندما حاول إنشاء دولة قوية في مصر وشرق المتوسط في بداية القرن التاسع عشر وحطمت آماله بتحالفها مع الدولة العثمانية والقوى المحلية في فلسطين، ظن البعض في حينه أن موقف بريطانيا من نابليون كان يعود إلى عداوتها التقليدية لفرنسا الثورة، مما جعل محمد علي يفكر في تحقيق ما عجز عنه نابليون في الشرق ولم تتجاوز طموحاته أن يكون له ولأبنائه من بعده دولة قوية في مصر تنتهج طريق الحداثة والتنوير، إلا أنه تفاجأ بتحالف كل الدول الأوروبية ضده بما فيها فرنسا لمنع قيام دولة قوية في شرق المتوسط، ثم توالت المحاولات وتوالى الفشل وكان أبرزها محاولة الدولة العثمانية نفسها انتهاج طريق التحديث والنهضة في أواخر القرن التاسع عشر مما حذا ببريطانيا وحلفائها للتصدي لها وتفكيكها بعد حرب عالمية طاحنة، ثم أحبطت محاولات عبد الناصر وصدام حسين وكل من حاول أن يقترب من ذلك الهدف، وهم مطمئنون لدور إسرائيل الوظيفي لتسهيل مهمة العرب في ع ظهور وتنامي أي قوة في الشرق، مع بداية الألفية الثالثة بدأنا نسمع من زعماء اليمين الإسرائيلي تصريحات مفادها أنه حان الوقت لتصبح إسرائيل دولة ذات قرار مستقل، أو بمعنى آخر التخلي عن دورها الوظيفي لخدمة الغرب والسعي لتحقيق أهداف إقليمية تخدم مصالح الدولة العبرية كدولة شرق أوسطية لا مناص من اندماجها مع المحيط العربي. هاهم الصهاينة يحاولون الان تحقيق نفس الحلم القديم ببناء امبراطورية بقيادتهم شرق المتوسط وهي تدفع في سبيل ذلك ببعض الدول العربية إلى تغيير دورها من محيط معادي إلى محيط حليف! هل تسمح أوروبا بظهور كيان عبري مهيمن في شرق المتوسط أم سيكون مصير هذه المحاولة مشابه لسابقاتها من كل الفرقاء؟ هل موقف الإدارة الأمريكية المثير للجدل يسهل لإسرائيل تحقيق الحلم الصهيوني رغم ما به من تهديدات واضحة لمصالح أوروبا؟ أم أن الإضرار بمصالح أوروبا في الشرق أصبح هدفا أمريكيا إسرائيليا وجعل أوروبا والشرق إقليما تابعا للإمبراطورية الامريكية توطئة للمواجهة الحتمية لنفوذ الصين وروسيا الذي يضيق الخناق على المنطقة قادما من العمق الإفريقي من الجنوب والعمق الآسيوي من الشمال؟ اظن أننا لن ننتظر طويلا لمعرفة الإجابة.


التعليقات

موقع خمسات
موقع خمسات