الشاعرة غادة الأرناؤوط
لا موجِعٌ صدى النّايات
و لا مُمِلٌّ لَحنُ الآهات
إنّما مَكْسورٌ شُعاع الأصيل
يَنْزُفُ لَهَبَ الدّمْعِ يومَ
الرّحيل
نارٌ و دُخان !
تلْكَ الأيام غبارٌ غُبار
قُلْنا نحن مَنْ يصنَعِ الأقْدار
ونحْصُدُ مروجَ المُرْجان
و نسافِرُ في غاباتِ الأقمار
بعيداً مِنْ كُلِّ الأحْزان .
تَعَالَي يا حُلْوَتي إلى عالَمِ
الألْوان
وَ لْيَمْتَزِجِ الأزْرَق بالأصفر
فيولَدُ عاشقان !
عاشقُ الأرض وعاشِقُ النّار
ألا أيّها الزّمَن
ألا تَعْرِفُنا ؟
نحنُ مَنْ يُسْدِلُ السِّتار
نَحْنُ نَحْنُ الثُّوَّار !
ضُمّيني طِفْلاً يرنو إلى صَدْرِ
أُمِّه
يَتَوَرَّدُ البَدْرُ كَ جُلّنار
مُدّي يديكِ خُذيني
جِسْراً مِنْ تِلْكَ العَنْقَاء
إلى دَمٍ يتفجَّرُ بِهِ النَّهار
فهُناك في بَلَدي لبنان
يُمَجِّدونَ حياةَ الأحْجار
يرقُصونَ على أنَّةِ السّواقي
يُمَدِّدونُ غَصّةَ النّايات …
هُناك
في بلدي لبنان
ما عادَ الإنسانُ إنسانا
بلْ قِشرةُ غُبار !