د. اشرف القصاص
*- في الطريق ما بين مكة والقدس ، قال الفاروق عمر ابن الخطاب رضي الله عنه : لقد
كنا قوم أذلاء فأعزنا الله بالإسلام ، فإذا إبتغينا العزة بغيره ِ أذلنا الله .
وقال تعالى (وَلَقَدْ نَصَرَكُمْ
اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ ﴾ معنى أذلة - قليلون؛ وذلك أنهم كانوا
ثلاثمائة وثلاثةَ عشرَ أو أربعةَ عشر رجلاً، وكان عدوُّهم ما بين التسعمائة إلى
الألف. وأذلة جمع ذليل في تفسير الذلة في قوله تعالى ﴿ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ
الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ ﴾ -: هذا استعارةٌ في الشفقة والرحمة بهما، والتذلل
لهما تذلُّلَ الرعيةِ للأمير والعبيد للسادة، منزلة العبودية منزلة عظيمة لا يدركها
الا من اخلص لله وتحرر من شهواته وشبهاته .
*- وعندما كرم الله النبي محمد صلى
الله عليه وسلم في رحلة الاسراء والمعراج من مكة الى القدس ، قال تعالى : سُبْحَانَ
الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى
الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ
إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1) منتهى التكريم لك ان تكون عبداً خالصاً
لله من حب الدنيا والشهوات متحرر من قيود المعصية حينها تكون عبداً خالصاً لوجه
الله فيجري الله النصر على يديك .
*- وقوله سبحانه في التحرير لفلسطين
والشام من دنس اليهود ) ( فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس
شديد ) أي : سلطنا عليكم جندا من خلقنا عبادا خاضعين لله تقربوا الى مرضاة الله
بذل وانكسار، رحماء بينهم ، اشداء على الاعداء ، مع تمام الولاء وكمال المحبة له
وحده سبحانه ، أولي بأس شديد ، أي : قوة وعدة وسلطة شديدة ( فجاسوا خلال الديار ) أي
: تملكوا بلادكم وترددوا في طلبكم وسلكوا خلال بيوتكم ، أي : بينها ووسطها ،
وانصرفوا ذاهبين وجائين لا يخافون أحدا ( وكان وعدا مفعولا ) .
*- وفي التحرير الاخير في زمن فتنة
الدجال ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ
الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ
وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ
يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا
الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ» (رواه مسلم).
لاحظ يا مسلم يا عبدالله ، لابد ان
يكون المسلم خاضعاً خالصاً لطاعة واحكام رب العالمين . في كل مرات التحرير للارض
والمقدسات والعرض والكرامة .
كما خضع الكون كله فيسخر الله وقتها
نواميس الطبيعة والحجر والشجر لخدمة المشروع الاسلامي العظيم المستمد من وحي
السماء .
قال تعالى : سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) لَهُ مُلْكُ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ
قَدِيرٌ (2) هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ۖ وَهُوَ
بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3) و
لذلك كونوا عباداً لله تنطق قلوبكم
قبل السنتكم بالتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير وقتها تكون الطريق سهله ميسرة
الى مكة والقدس ودمشق .