الكاتب والباحث السياسي منصور أبو كريم للمسار : مسيرة أمس دافع قوى للأطراف الفلسطينية للعودة لمسار المصالحة بقوة

مسيرة العودة , التعيينات الجديدة بإدارة ترامب , المصالحة الفلسطينية , ازمة بنيامين نتانياهو الداخلية 

مواضيع هامة على الساحة الفلسطينية للوقوف عليها و للاطلاع على التوقعات المستقبلية وانعكاساتها على القضية الفلسطينية كان للمسار هذا الحوار الشامل مع الكاتب والباحث السياسي  منصور أبو كريم

-  ما تقييمكم  لمسيرة العودة و التي صادفت إحياء ذكرى الأرض الخالد ؟ و هل أوصلت الرسالة ردا على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ؟  

اعتقد أن مسيرة العودة حققت الأهداف التي حددت بشكل كامل، لقد نجحت مسيرة العودة عبر الزخم الجماهيري الكبير في إرسال عدة رسائل سياسية مهمة لكل الأطراف المحلية والإقليمية والدولية بما فيها الاحتلال الإسرائيلي.

أهم رسالة كانت للاحتلال بأن غزة سوف تنفجر في وجه الاحتلال عن قريب وأن سنوات الحصار لم يؤدي لتوفير الأمن من جهة جبهة غزة. لقد حملت مسيرة العودة وخروج ألاف المواطنين بتجاه الحدود الشرقية رسالة مهمة منها رفض استمرار الاحتلال والانقسام ورفض استمرار الوضع القائم، ورفض الموقف الأمريكي الجديدة تجاه القدس، حيث كانت مسيرة العودة الكبرى بمثابة تأكيد على الحقوق الوطنية وتأكيد على حق العودة كحق مقدس لا يمكن التنازل عنه، إضافة لرفض استمرار الأوضاع في بغزة بهذا الشكل.

-  كيف ترون التعيينات الجديدة في إدارة الرئيس دونالد ترامب؟ 

تعينات ترامب الجديدة تعكس التحديات الداخلية والخارجية التي تعاني منها إدارة الرئيس الأمريكي بعد عام من توليه مهام منصبه في البيت الأبيض. فهذه التعينات وكثرة الاستقالات والإقالات في إدارة ترامب تعتبر مؤشر على مستوى التماسك الداخلي في إدارة ترامب بسبب طبيعة الرئيس الأمريكي الشخصية فهو ذو شخصية سلطوية متفردة، يجد مساعديه صعوبة في إقناعه بعكس وجهة نظره، ومن جانب أخر تعتبر مؤشر حقيقي على حجم التحديات الداخلية والخارجية التي تقف أمام إدارة ترامب بعد عاملها الأول.

وبالتالي هذه التعينات يمكن أن نتعكس بصورة كبيرة سياسة إدارة ترامب الخارجية خاصة تجاه منطقة الشرق الأوسط، نظراً لوجهات النظر التي يحملها كل من متشار الأمن القومي الجديد جون بولتون ووزير الخارجية مايك بمومبيو، خاصة تجاه الملف النووي الإيراني والصراع في سورية.

-  المصالحة الفلسطينية ماذا يمكن القول عنها حاليا ؟ وهل ستدور عجلتها من جديد بعد التلاحم الذي أظهره الشعب الفلسطيني اليوم خلال مسيرة العودة ؟

لا شك أن المصالحة الفلسطينية تواجه العديد من التحديات التي تتعلق بعجز الأطراف الفلسطينية على الخروج من دوامة غياب الثقة والاتهامات المتبادلة التي ظهرت بعد محاولة تفجير موكب رئيس الوزراء بغزة قبل فترة.

لكن رغم ذلك ربما تكون مسيرة العودة والتلاحم الوطني الذي ظهر خلال المسيرة أمس دافع قوى للطرفين للعودة لمسار المصالحة بقوة، عبر تمكين حكومة التوافق الوطني من القيام بدورها بشكل كامل، وإنهاء الملفات العالقة، مع ضرورة التأكيد على أهمية الدور المصري ورفع الصوت الفلسطيني لدفع الطرفين على تقديم تنازلات في سبيل تحقيق المصالحة.

-  ما أبعاد الأزمة الداخلية التي يمر بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ؟

الأزمة الداخلية التي يمر بها نتنياهو هي تعبير عن أزمة النظام السياسي الإسرائيلي بكامله، فأزمة نتنياهو عبر اتهامه بالعديد من قضايا الفساد تمثل أزمة إسرائيل بعد 70 عام على إنشائها، فهي أزمة مجتمع وكيان سياسي أكثر من كونها أزمة شخص، لأن نتنياهو ليس الأول الذي يتهم بالإساءة في استخدام السلطة وتلقي رشاوي سياسية، فهناك العديد من الساسة في إسرائيل من دخل السجن نتيجة سوء استخدام السلطة ما يجعل الأزمة أزمة دولة وليس أزمة شخص.

 -  وما هي توقعاتكم لمستقبله السياسي و مستقبل حكومته

أعتقد أن نتنياهو يعيش أيامه الأخيرة في السلطة، فرغم تمسكه بالبقاء في السلطة ورئاسة الحكومة لأخر نفس إلا أن كثرة قضايا الفساد التي تحيط به تعجل بانتهاء مستقبله السياسي عن قريب، وهذا الأمر سوف يؤثر على استقرار الحكومة الإسرائيلية على المدى القصير والبعيد، لذلك ربما نشهد انتخابات مبكرة في دولة الاحتلال خلال نهاية العام 2018م.

-  وما مدى انعكاساتها على القضية الفلسطينية ؟

لا شك أن خروج نتنياهو من الحلبة السياسية في إسرائيل متغير مهم له تداعياته على الوضع في إسرائيل وله انعكاساته على العلاقة مع الفلسطينيين بشكل خاص، لأن نتنياهو تحول لعقبة أمام أي تقدم في عملية السلام، وبقائه في السلطة يعتبر عامل سلبي في تحقيق أي تسوية سياسية، لخلفيته السياسية الغير مؤمنه بعملية السلام، وعدم قدرته على تقديم تنازلات جدية في سبيل تحقيق السلام، وبالتالي خروج نتنياهو بأي حال سوف يكون عامل إيجابي في كل الأحوال.