الباحث اياد جوده
بكل عنجهية وغطرسة وبكل استخفاف بالعالم ومن على منبر العالم ( مجلس الامن ) يتحدث غرينبلات بكل استخفاف وتعالي عن انه لا معنى للقانون الدولي في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي . بل ويتمادى في تفسيراته للقانون الدولي وفي كل ما صدر عن مجلس الامن من قرارات قائلا : لا معنى لها وانها لا تزيد الوضع الا تعقيدا لان كلا له تفسيره الخاص وانها لن تؤتي نتائج حقيقية الا بجلوس الاطراف على طاولة المفاوضات .
عن أي مفاوضات يريدنا هذا الغرينبلات ان نسعى لها او نتعاطى معها في ظل استخدامه لمصطلح ( يهودا والسامرة ) في كلمته امام مجلس الامن الدولي ؟ هل استخدمت هذه الكلمة من باب الترف اللفظي ام من باب تمكين ما هو كائن على الأرض وخاصة بعد استعراضه وتأكيده ان هناك امر واقع وان الضرورة تستوجب التعامل معه . ثم يذهب للمساواة بين اعتداءاته على شعبنا وبين ردات فعلنا الطبيعية التي نسعى من خلالها للدفاع عن انفسنا .
السيد الرئيس والقيادة الفلسطينية مجتمعة وموحدة أمام غطرسة الامريكان قالوا (لا) لكل مشاريع التصفية السياسية والجغرافية وبالتالي لم يكن سهلا على الامريكان ان يستمعوا لكلمة ( لا ) من جانبنا خاصة ان تلك الإدارة لا تقف عند هذ الحد من العبث في العالم .
هذا الموقف الصلب للقيادة الفلسطينية جعل الامريكان يكشفون قبح وجوهم وبيان حقدهم وانحيازهم لشريكهم المحتل أضف الى ذلك رفض القيادة التعامل مع المسئولين الأمريكيين وهذا ليس حدثا عاديا في السياسة وفي آلية التعاطي مع دولة بحجم امريكا الا ان القيادة كانت الأقوى فهي متسلحة بشعبها وبقوة الحق .
الان لا يخفى على أحد أبدا ما تعى له الإدارة الامريكية ولا يخفى على أحد انزلاق بعض العرب في هاوية التفريط بحقوق شعبنا والتفاوض على مستقبله مقابل ما يسمى ( حمايتهم من نفوذ ايران ) او مقابل ( حصة في المال ) .
يا سادة كل ما يحدث في العالم لا يمكن ان يمر الا بطريقتين فقط : الأولى هو اننا مع ما تريده الإدارة الامريكية وهذا بالطبع لن يكون الا عبر أرواحنا . والثاني هو أن يمر رغما عنا بسبب ( تفرقنا وانقسامنا ) . وهذا ممكن ان يحدث .
ما أود قوله هنا وبعد عنجهية وهمجية السياسي الأمريكي والإدارة الامريكية ومن يلتف حولهم ان اول خطوة يا سادة هي ( وحدة المؤسسة السياسية الفلسطينية ) .
وبالتالي ضرورة العمل المشترك فصائليا وشعبيا من اجل منع هذا العبث في أرضنا مما يجعل الطريق مسدودا امام كل المتآمرين على حقوقنا وشعبنا وقضيتنا .
ملاحظة هامة : أي انتخابات ستجري داخل الكيان او بالأحرى أي نتيجة ممكن ان تكون بعيدا عن فوز نتنياهو ستعطي الحكومة الجديدة قوة في التعامل وفق ما هو موجود لان أي حكومة قادمة ستأتي لتكمل ما يسمى صفقة القرن وستتعامل من خلال ما سيتم الوصول له حتى تلك اللحظة .
السؤال الرئيس : هل سيعلن ترمب الشق السياسي قبل الانتخابات الإسرائيلية وبالتالي ستكون مادة لجميع الأحزاب للحديث حولها وبالتالي ارسال رسالة مهمة للقيادة مفادها : ( هذا هو السقف الذي سنتحاور عليه ) .
