اياد جودة
مختص بالشأن الفلسطيني
لم تتوقف طهران لحظة عن المناكفات بما يتعلق
بشئون المنطقة العربية، ولم تعر طهران اهتماما قط بما تمارسه من مضايقات حقيقية وصلت
الى حد خلق نزاعات مسلحة في المنطقة . ولا تخفي طهران ولا أذرعها في الوطن العربي انحيازهم
ومشاركتهم في كثير من المعارك الدائرة رحاها في الوطن العربي . انها لا تخفي أبدا انحيازها
وتحريضها على العرب بحجة انهم ارتهنوا للأمريكان .
ليس في سياسة ايران ما يجعل العرب يأمنون
جانبهم انهم مسئولين مسئولية كاملة عن زج العرب باتجاه أمريكا التي زادت من تخوفاتهم
حتى باتت الشبح الذي من خلاله تستنزف اموال العرب .
عندما تحتل ايران جزر عربية وتصر بان الخليج
هو خليج فارس وتسقط صواريخ على أرض الحرم وتعبث في البحرين باسم المذهبية وباصوات حليفة
عربية لا تخفي تحالفها ودعمها مثل حزب الله الذي تحدث عن شعب البحرين وكانهم يتبعونه
وليس كانهم مواطنون بحرينيون . (انها المذهبية ) . عندما لا تتورع طهران عن مناوشات
لا داعي لها ولا مبرر وهي تصر على ان تنفي علاقتها بما يحدث لسفن النفط مع ملاحظة انها
هددت انه لن يكون هناك شيئ آمن طالما هي محاصرة . أليس الاقرب لطهران هو ضرب سفن امريكا
المتناثرة في المنطقة . لماذا تضرب السفن العربية ؟ اليس هناك جيشا عظيما وفيلقا يحمل
اسم القدس ! لماذا لم تهدد مصالح اسرائيل بالمنطقة ؟
لماذا نحن المسلمون نتصارع مذهبيا مع انفسنا
ونعيش في خلافات من الف سنة ولا نصارع عدونا الذي يحتل مسرى رسولنا الكريم؟. لماذا
نلوم العرب لو رفعوا صوتهم ضد طهران ؟. هل يطلب من ولي العهد السعودي ان يبقى محتفظا
بحق الرد ام من واجبه ان يرد؟.
لا شك ان واجب ولي العهد السعودي الحديث
بهذه اللغة فلماذا نلومه عن حماية ارضه والذوذ عنها.
ولكن السؤال هل يستطيع ولي العهد تنفيذ
تهديداته في ظل الخلل في موازين القوة العسكرية ؟ انا أرى انه آن الأوان لان تكتوي
طهران بنفس النيران ولا ألوم نفسي على عروبتي في ذلك فانا من ارض عربية ونسل عربي ومن
أجداد عرب والجزيرة مهد الأفئدة ولا يمكن ان نسمح او نقبل ان تضرب ارض الحرمين او ان
يعبث في أمنها مهما كانت الاسباب . فلا عاشت ولا سلمت تلك الآيادي التي تضرب أرض الرسالة
.
اما عن طهران فهي فعلت ما فعلت في الوقت
الذي تطلق فيه نداء الحوار عن اي حوار يتحدثون والعبث لا يتوقف في المنطقة
.
لماذا لا تدرك طهران بان هويتها الاسلامية
هي مصدر للفخر وان المملكة العربية السعودية هي صاحبة الولاية الاسلامية وان تحالفها
مع العرب هو تحالف المسلمين جميعا . وان مثل هذه الخطوة هي مصدر رعب لاسرائيل
.
آن الأوان بدلا من خلق العداء مع العرب
ان تخلق التحالفات . بل لقد جاء الوقت الذي تعتذر فيه طهران عن عبثها في المنطقة ولتذهب
لمصالحة ووحدة حقيقية مع العرب و على رأسها المملكة العربية ومصر . بهذا فقط يمكننا
كمسلمين فعل ما لا يمكن ان يتخيله احد فنحن نستطيع فعل الكثير بهذا التحالف الاسلامي
المبني على مصالح مشتركة تحترم وتتفهم حاجة الآخر .