الروائي و الأديب محمد إقبال حرب
اخي المواطن
هل تعرف حقيقة وجودك في هذا الوطن؟
هل تعرف قيمتك الحقيقية؟
تمهل قليلاً قبل الاجابة ولا تصرخ
بوجهي “بتعرف أنا ابن مين”. لا يهم ان كنت ابن علية القوم او ابن كلب فهذا اعتقادك
انت، لذلك لاتستعجل الأمور فما أنت إلا سلعة تحدد قيمتها عوامل أخرى لا تعترف بأنك
إنسان.
لا تصرخ بوجهي مرة أخرى بل فكر فيما
ينطبق على وجودك من خلال الحقائق التالية لتتأكد من حقيقة كينونتك:
١- اسمك عادة يصنف خانتك.
٢- دينك يحدد نوعية وجودك.
٣- طائفتك تحدد قيمة شخصك.
٤- عشيرتك تعزز موقعك الطائفي.
٥- حزبك يحدد مدى صلاحيتك.
٦- باروميتر كراهيتك للاطراف الاخرى
يرفع من قيمتك الطائفية والحزبية.
عدد النقاط التي تجمعها من اعلاه
تحدد موقعك في مزرعة الoطائفة،
يكفيك ثلاث نقاط لتتأكد من عضويتك في احدى
مزارع الوطن الطائفية.
مزارعنا الطائفية تنتمي الى دينين
توحيديين والحمد لله تنقسم الى ثمانية عشر طائفة في ثمانية عشر مزرعة مستق منها
أربع مزارع اساسية: سني شيعي ماروني درزي تدور في أفلاكها المزارع الأصغر كأقمار
تابعة تفرضها حقيقة المثل اللبناني “كم بارودي بتعدو” .لكل من هذه المزارع وكلاء
ناسوت ووكلاء لاهوت ينتمي لها “الادمي والعكروت”. يرأس كل منها زعيم واحد يتحكم
بوظيفتك، ومرافقحياتك العامة من ماء وكهرباء وطبابة وزبالة. اعذرني على عدم ذكر
التعليم فهو لم يعد ذو قيمة بل يُنظر إليه كعدو لحكام المزارعالطائفية. مزارعنا
الطائفية مقدسة وقداسة زعيمها هي الأسمى مما طور سلطاته التجارية والاحتكارية الى
مدى اوسع مما تتصور، فهويبيعك الوظيفة، ويبتزك غصباً وكرها لتدفع فاتورة الكهرباء
مضاعفة عن طريق سماسرته اصحاب المولدات التي تستهلك محروقاتمسروقة. يبتزك حين يقطع
المياه بحجة ان مخزون المياه قد شح لكن وبقدرة قادر نجد ان المياه لم تشح من بائعي
صهاريج الماءالمدعومين من زعيم الطائفة. ولا تنسى شوارع منطقتك والنظام اللذان لا
يخضعان للدولة وقوانينها. فزعران الزعيم حماة الوطن يقررون ويدعمون ترك الحفر في
الشوارع ويشجعون رمي الزبالة من سياراتهم الفارهة والفقيرة. وكلمان التزمت
بتعليمات نشر القذارة كلما كنت مواطناً وفيا لزعيمك.
زعيمك يريدك حثالة، يريدك عبداً
طائعاً تحبه حتى العبادة وتطيعه دون سؤال وإلا لن تجد وظيفة ولن تشرب الماء او تضيء مصباحاً.ولا تنسى الزعيم الديني
الموازي للسياسي، فهو الذي يشحنك بالكراهية وقداسة رموز اخترعها لتكون حبلاً حول
رقبتك يشده ساعة يشاءلتكون أضحية الطائفية بوجه الطوائف “الاخرى” من وجهة نظره.
هل عرفت الآن من أنت ايها المواطن
اللبناني القابع دون عمل تدخن الارجيلة وتلعن هذا الزمن بسعادة العبودية؟
أنت سلعة.. لا بل أنت مادة خام مرمية
في مخزن الطائفة حتى يتم اختيارك لتكون سلعة ما يوظفها صاحب الحول والقوة لخدمة مصلحتها العليا. وذا لم يتم
اختيارك ستبقى على الهامش وتموت على الهامش. لكن في النهاية ستدفن في مدافن
الطائفة عليك زملاء الأرجيلة ومجمعات الكراهية التي كنت ترتادها ولن يتذكرك أحد
لعد الأربعين.
لقد ولدت نتيجة زواج ما في عقر طائفة
ما وعشت عالة لفترة طويلة في مزبلة طائفية ما حتى ارتاح منك من كنت عبئاً عليهم
يوم رحلت دون أسف.
لقد مت وكأنك لم توجد قط.