أحمد قنن
عقارب الساعة لا زالت تدور في ذات
المجرى.. السابعة صباحًا تمام بداية العام الدراسي الجديد في مدارس محافظات الوطن
بلونيها الأزرق والأخضر.
صدفة ودون أي تخطيط، مررت بجوار
مدرستي الأم "المعتصم بالله للبنين"، وجدت الباب مفتوحًا، وهو كذلك مذ
أن كان عمري 6 سنوات وأكثر بحيث كنت في الصف الأول الابتدائي.
حيثيات وتفاصيل المكان كما هي لم
تتغير سيما الشخصيات، باب ملتصق بجدار طويل خلفه أشجار شامخة كشموخ الطفل في عامه
الدراسي الأول، يحتضن الباب ملعبًا للكرة وعلى زاويته "كنتين عم عادل"،
استحضرني موقف "طوشة الفورسة" على حبات الحلو وأحجار النرد التي كنا
نلعبها، ولعبة "الحجلة" التي كانت تلعبها جميلات هذا الزمان..
في الشارع العمومي طلاب يمارسون
عملهم التطوعي والتدريبي كشرطة مرور لتنظيم الحركة المرورية للطلاب والسيارات
والشاحنات المحملة بالكراسي والطاولات والكتب المدرسية، سعيًا من إدارة المدرسة "تعزيز
روح العمل المهني والجماعي وما إلى ذلك".
لحظة.. لم أحدثكم عن بائع السعادة
والحلويات الذي يعمل على بسطة بسيطة بجوار الباب الخارجي للمدرسة، لكن أكثر ما
آلمني هذه المرة أن صاحبها زميل لي في الدراسة وأنهى دراسة التاريخ قبل عام ونصف،
وعقله أشبه بالموسوعة لكن ظروف الحياة المميتة، تحول دون تحقيق الحلم المنشود، "كنت
ولا زلت وسأبقى أفتخر به وأحترم جهده اللا محدود".
أكثر ما لفت انتباهي في الشارع
المكتظ بالمدارس والأماكان العامة.. نسمات الهواء العليلة وبائع الورد والجرائد،
وآباء الأطفال وهم يقتادون فلذات كبدهم صوب المقعد الأول من الصف الدراسي، والمعلم
الفذ الذي أكنّ له احترامًا وفيرًا، لما يبذله من جهد كي يخرّج فوجًا يافعًا
واعيًا مثقفًا متعلمًا، فيه المهندس والصحفي والطبيب والمعلم والعامل..
ختامًا: بريق الأمل في عيون الطفل
وهو يرتدي الزي المدرسي والحذاء الملون بلون الحقيبة المدرسية وقلم الرصاص ودفتر
الرسم، أقوى من أية ظروف وتحديات تجابه الطالب خلال فترة دراسته وصولًا لتحقيق
الحلم المنشود دون الانصياع لمشقات الطريق.