الأديب و الروائي محمد إقبال حرب
اضرم النار يا غلام في واحات بني
يعرب وفيافيها، في خيام البدو وسكنى الحضر فقد أضحت البلاد كبلاد النجر بطونها
ملأى رياء وربا لا تروي عطشها قطرة عدالة تائهة. ها قد أصبحت قلوبهم أقسى من حجر
وضاع حاكمهم كما ضاع حمار النَوَر.
اضرم النار واحرق ما بان من الظلم
وما استتر.
لا تستحِ فلن تكون أول الشهداء ولا
آخر من أنهكهم البلاء.
اضرم النار في مزارع الزعماء لتنقذ
الأطفال من الموت جوعاً، والرجال من قيود المذلة والنساء من تجارة الرقيق. اضرمها
ولا تخجل من أخلاق معدومة وأمة بضميرها مكلومة.
أضرم النار في ضمائر أصابها وباء
الاستعباد
أضرم النار فيمن لم تنهه صلاته عن
الفحشاء والمنكر فآخى الكراهية والفساد وتجبر.
أضرم النار في نظام الطائفية ومدارس
الحقد والكراهية
أضرم النار في شواهد الكفر والطغيان
وعسس العدو والخيانة
أضرم النار في أكوام القمامة الفكرية
التي تتوج زعامات مزارع الوطن.
اضرم النار بلصوص الماء والكهرباء
وتلوث الهواء.
ثر، تمرد فالحياة الكريمة تستحق
التضحية لنبني وطناً. ثر على الجهل بالقلم والقرطاس، بالعلم والكتاب والكراس.
ثر، شامخاً بالعدالة، بالحرية.
ثر على من جعلك سلعة محاصصة في نظام
الاستحمار.
ثر علك تحيا ففي زمن الفساد لا أمل
لك إلا بالعبودية الفاضحة والمستترة والمباركة.
ثر أيها الميت قبل ان تدفن قهراً
وعهراً مع فطيس الحيوانات النافقة.
ثر أيها العبد قبل أن تلد عبيداً
يدمغهم سيدك بحروف مزرعته فيباعون كالخراف في مزاد نخاسي الشعوب والأوطان.
ثر، فالعبيد لا يستحقون الحياة.