الصحفي أحمد
قنن
تجمع الخان الأحمر.. للوهلة الأولى
تظن أنه مكان يجمع ما بين الحب والسلام والازدهار لكن حقيقة الأمر توحي بغير ذلك
بحيث يعتبر سكانه هم الأكثر عرضة للاضطهاد والانتهاك في الآونة الأخيرة على مستوى
المنطقة، فجيش الاحتلال الإسرائيلي حشد كل طاقاته المادية والبشرية لأجل تهويد هذه
البقعة فلسطينية الأصل والمنبع.
يقع التجمع إلى الشرق من مدينة القدس
المحتلة التي اتّخذ الاحتلال منها عاصمة لكيانه المزعوم، تمريرًا لـ"صفقة
القرن" والتي عقدتها أميركا "رأس الشر في العالم" مع دول عربية
وأخرى أوروبية لدواعي سياسية واقتصادية وغيرها.
25 مايو/ أيار الماضي.. تاريخ خوّل
فيه القضاء الإسرائيلي لجرافات الاحتلال بهدم حوالي 45 مسكنًا متجاورين فيما بينهم
مترابطين في عاداتهم وتقاليدهم رغم ركاكة المباني التي يقطن فيها حوالي 250 بدويًا
على سفح جبل قاحل، فشعارهم في الحياة "السماء لحافنا والأرض فراشنا عليها
وجدنا ومنها سنبعث تارة أخرى".
سياسة الاحتلال العنصرية، منعت
ممارسة أي فعل يبعث الحياة في التجمع، فبداية بمنع زراعة الأشجار ومرورًا بمنع
بناء منازل قوية تقي من برد الشتاء وحر الصيف فكان الخيار البديل الأوحد لسكانه أن
يمكثوا في بيوت مغطاة بصفائح الحديد لحين دحر الظلم إلى أبد الآبدين.
في الأمس القريب.. أصدر الاحتلال
قرارًا يقضي بالسيطرة على كافة الطرق المؤدية إلى التجمع، وأعلنه منطقة عسكرية
مغلقة ما أدى لشحن الأوضاع وتوتيرها بين النشطاء الفلسطينيين وترسانة الاحتلال
العسكرية.
أهازيج وأغاني ومأكولات بدوية وأعلام
فلسطينية، يجابه بها البدوي الفلسطيني أي خطر محقق، لكن آلة الحرب الإسرائيلية
حالت دون ذلك وبالرغم من إصرار الفلسطيني على البقاء، إلى أنه لم يسطع ذلك، نتيجة
المعادلة الصاخبة التي يعتبرها الاحتلال نيشانًا له في كافة الظروف ألا وهي "القمع
والضرب والسحل والتشريد مع سبق إصراره على عدم التفريق بين صغير أو كبير بين أنثى
أو غيرها".
حاول النشطاء الفلسطينيون دحر ذلك
القرار القضائي، فتصدوا له بصدورهم العارية وأقدامهم الحافية وآمالهم البالية، لكن
حقيقة الأمر إن: "الكف لا تناطح المخرز".
ختامًا.. سكان التجمّع ينتمون للقبائل
البدوية التي هجّرها الاحتلال في العام 1948 من منطقة "تل عراد" في
صحراء النقب، إذ خرجوا تحت تهديد السلاح وتجمّعوا في المنطقة الشرقية لمدينة
القدس، ويعيشون حياة البدو الرحل في ظل الظروف الصعبة حتى تلك التي يفرضها
الاحتلال.