كتب رئيس التحرير : الإعلامي زهدي
الشيخ عيد
الكرامة هي أهم ما يطلبه الوطن و
المواطن في اى زمان و مكان فلا قيمة للحياة بدون الكرامة و التي هي حق للجميع و
كفلتها الشرائع السماوية و القوانين الأرضية ليتمتع بها الجميع إلا أن البعض يصر
على أن يميز المواطنين إلى أصناف ويحاول أن ينتزع كرامة بعض الفئات والتقليل من
شأنها مع أنها في الغالب تكون الفئة الأكثر نفعا للمجتمع وهي صمام الأمان بالنسبة
له ومن أهم هذه الفئات المهمشة فئة العمال الذين جارت عليهم الدنيا وفقدوا أعمالهم
نتيجة لسياسات الاحتلال والحصار وجاء الانقسام ليزيد الطين بلة فمثلا عمالنا الذين
كانوا يعملون داخل الخط الأخضر قرر الاحتلال معاقبة شعبنا بهم ليضيف آلاف مؤلفة من
العمال إلى كشوفات العاطلين وليرفع نسبة البطالة بشكل خيالي في مسعى منه لثني
شعبنا عن المطالبة بحقوقه وفي مقدمتها الكرامة وطبعا لا نلوم الاحتلال لأنه بالأول
والأخير معروف انه احتلال ولا يريد لنا الخير ولكن أبناء جلدتنا للحديث شجون .
كل يوم يقف احد عمالنا في المسجد عقب
الصلاة ليعلن إفلاسه ويطلب من المصلين مد يد العون له ليستطيع إعالة أسرته ويبكي
وما أصعب بكاء الرجال فما أمامه من سبيل ولا ينشد إلا اللقمة الحلال وأصعب من دموع
هذا العامل وقوفه عاجزا أمام ابنه الصغير عندما يطلبه شيكل ويجيب انه لا يملك
الشيكل أو نظرة زوجته له عندما تخبره باحتياجات المنزل ويطأطئ رأسه خجلا وحسرة
ويتنهد تنهيدة تكاد تقتله وتخرج روحه معها ليقول لها أن تحاول تدبر الأمر فليس
لديه أي شيء ويهيأ له بأنها تراه كأنه ليس رجل ولا سند فيهرب مهرولا من المنزل
فماذا عساه أن يفعل ؟
لصالح من يركع أبناء شعبنا ؟ ومن يقف
خلف هذه المأساة ؟ ومن المسئول عن معاناة عمالنا وخاصة الشباب منهم ولا ننسى
الخريجين تحديدا والذين أصبحوا يحلمون بالهجرة ويسعون لها وترك الوطن ليتخلصوا من
مهنة عاطل .
إن مشكلة البطالة هي مشكلة عالمية
عامة ندرك ذلك ولكن كافة الدول التي تحترم ذاتها تسعى بكل جهد للقضاء على هذه
الظاهرة فماذا قدمت سلطتنا الوطنية لتقليص البطالة على الأقل وليس القضاء عليها
والتي نتج عنها جيلا وصل إلى مرحلة اليأس وسأم انتظار تغير الوضع فأصبح الشباب
يعاني من شيخوخة مبكرة نتيجة الملل والإحباط ولابد أن يتحمل كل ذو مسئولية
مسئوليته ولن نتبع الرموز والإيحاءات كالسابق مستخدمين عبارات القيادات أو الجهات
المختصة أو حتى رأس الهرم بل سنصرخ بأعلى صوتنا لنحمل كل مسئول عن هذه الكارثة
المسئولية ولن نخشى في الله لومة لائم فالموضوع أصبح بركان يكاد ينفجر ويضيع معه
حلمنا وحقنا في بناء دولتنا المرتقبة العيش بكرامة .
في كل مناسبة يطل علينا الرئيس
الفلسطيني محمود عباس أبو مازن ليعلن أن أي حكومة يكلفها بما فيها حكومة التوافق
هي حكومته وتمثل برنامجه وهنا نسأل السيد الرئيس هل عمالنا خارج برنامجك ؟ أم أن
حكومتك تتجاهل برنامجك بتجاهلها لقضية العاطلين عن العمل ؟ وفي كلتا الحالتين فإن
سيادتك المسئول المسئولية المباشرة عما آل إليه واقع المواطن المطحون فكلكم راع
وكلكم مسئول عن رعيته وعمالنا وشبابنا العاطلين عن العمل جزء أصيل من رعيتك فإذن
أنت المسئول عنهم وعن معاناتهم فهل نظرت لهم بعين المسئولية ؟
نسمع ونرى دوما على شاشات التلفاز من
يصرح بأننا على أتم الجاهزية لإعلان دولتنا العتيدة وأننا أتممنا البناء لها فهل
ستكون هذه الدولة دولة العاطلين عن العمل ؟ أين هذه الاستعدادات التي يتغنى بها
هذا وذاك ونسبة البطالة قاربت أن تفوق نسبة السكان ؟
وإذا قامت هذه الدولة هل ستكون دولة
مؤسسات كما يدعي البعض أم أنها ستكون دولة فصائل كما يقول الواقع ؟ وهل سيستمر فرز
العمال والتوظيف حسب الانتماء السياسي كما هو حاصل الآن ؟
لكل فئة من فئات الشعب نقابة تدافع
عنها فأين نقابة العمال ودورها فكل يوم نسمع نقابة الموظفين مثلا تطالب بزيادات
غلاء المعيشة أو بدل المواصلات وغيرها من الزيادات على الراتب بينما لا تطالب
نقابة العمال بمعونة شهرية لا ترقى لتكون راتب فلم عجز هذه النقابة وما فائدة وجودها
إذن ؟
وفي النهاية نطالب بضرورة تفعيل
الدور الإعلامي لإبراز معاناتهم وتسليط الضوء على أهم الحقوق الواردة في القانون
الأساسي في الباب الثالث والتي يجب أن يتضمنها قانون الشباب في المستقبل وضرورة
متابعة تنفيذ التوصيات الخاصة بهذا الأمر المقدمة من قبل مؤسسات المجتمع المدني
واللجان المختصة من المؤسسات المعنية بهذا الأمر لننصر شبابنا وعمالنا قبل فوات
الأوان ولنعمل معا لإنهاء معاناتهم وتوفير حياة كريمة لهم وليتحمل الجميع مسئوليته
أمام الله والتاريخ .