لطيفة القاضي
مفهوم الحداثة يكمن فى تجديد بمضمون
القصيدة مع تجديد المفردات وابتكار الصور المتنوعة الحديثة مع تجنب الصعوبة
والمفردات المعقدة.الحداثة هي من أنتاج الفكر الغربي لتحرير الإنسان الغربي بالذات
لا سيما ما تم التعبير عنه فى القرن الثامن عشر عصر الأنوار الأوربي عصر العقلانية
والكرامة الإنسانية في ذلك الفكر ,حين تم إحضار الإنسان بقوة ليشارك في صنع حاضره
ومستقبله بعد أن كان هذا الإنسان الأوربي مغيبا,فالحداثة هي العقلانية والعلمانية
والديمقراطية التي تحترم الإنسان ,فأن التجربة الفلسطينية في وجدان العالم تعيش
بقدر حميمة المعاناة وفداحة الجراح ,ونكتب جلالها من نبض الإنسان الفلسطيني سواء
في داخل الأرض المحتلة أو فى المنافي هذا الجرح وهذة الحميمة يلقيان بظلال كثيفة
على وجدان الشاعر الفلسطيني الذي يحي التجربة مرتين ,مرة بالمشاركة الفعلية في
النضال من أجل استرداد الحق المسلوب وأخري عندما يكتب هذة التجربة ويصورها شعرا
فحسيب القاضي الذي عاش النضال وعاش حياة التشرد في المنافي هو( شاعرا حداثيا)
مجددا في النص الشعري على نحو أو آخر وقد اتفق الكثير من النقاد على ذلك وخاصا
النقاد فى مصر وتونس والعراق ,فهو يكتب الشعر الذي يلمس فية شيئا يستحق الكتابة من
منظور محاولة البحث عن ملامح البحث عن ملامح تجديد في الشعر تساهم في نص مختلف عن
المألوف والسائد فيه المزج بين القديم والحديث ففي جدارية شعر حسيب نشيد شعري
متكامل البناء السردي والغنائي ,أن القارئ لأشعار حسيب القاضي يحس أنه يضع القارئ
في محل مصالحة بين الأطياف الشعرية فيها حيث إذ يقرأ فى القصيدة شعرا مكتمل
العناصر و المضمون ,يأخذ القارئ إلي فضاءات الدهشة دون الوقوع في التساؤل عن الشكل
وإضاعة الوقت في البحث إن كان هناك إيقاع أم لا؟ أو هل القصيدة موزونة أم لا؟
عمودية أم تفعيلة؟ .
محمد حسيب القاضي شاعر الحداثة
المميز ,والخصوصية سمة فريدة للقصيدة التي يكتبها , وذلك من خلال ترحاله فى بلاد
الله هو السفر الجبري ,حيث أنه خلق لدية أشياء عمقت قصيدتة وأيضا تمثله للتراث
العربي والشعبي الفلسطيني والقرآن الكريم وأطلاعه علي العديد من الثقافات الأخرى .
حسيب القاضي شاعر حداثي النزعة صدرت
له العديد من الدواوين الشعرية ,فهو يسعى إلي أنتاج لغة مفارقة الأدراج في الخطاب
الشعري الفلسطيني وقد عكف على تطوير قصيدته من داخلها وهذا يتجلي بوضوح في ديوانه
(ثم رمادك في رقصة) حيث أشتغل علي اللغة ومفارقة الإدراج في الخطاب الشعري
الفلسطيني ,يقول حسيب القاضي (أنني واحد من المعنيين بالحداثة وهذا ما تؤكدة
كتاباتي الشعرية التي أنهج فيها منهجا مغاير رؤية وأسلوب لما أستقرت علية القصيدة
الفلسطينية التى في الغالب مع السياسي والغنائي ,فالقصيدة عندي ليست وعاء جاهز من
الممكن أن نعرف مسبقا شكلة وحجمة ومقدار ما يمكن أن يحتوية من مادة الشعر ,القصيدة
شيء مختلف تماما , فهي لا تخضع لقوانين معدة سلفا بقدر ما يجب أن تنزع إلي التمرد
على القاعدة ) فشعر حسيب الحداثة فية مؤكدة في الأختلاف فهو طور في بنية القصيدة
,فيقول حسيب (أن الشاعر المجدد هو الذي ينطلق من تراثة ويتجاوزه دون أن يقع فيه)
أنه أضاف للحركة الشعرية إبداعا جديدا
,ويري النقاد أن قصائد حسيب مبنية على فكر حداثي ناضج مما يدفعها بكل جدارة
إلي فضاء القصيدة (المثقفة) وحل أسم الشاعر محمد حسيب القاضي إلي موسوعة التراث
الشعبي الفلسطيني .
فقال الشاعر الفلسطيني أمل دنفل عنه
(إنه شاعر منحاز للفقراء ولة رؤيته وأسلوبه الشخصي وقد ظلمة النقد) و يقول أيضا
الشاعر معين بسيسو عنه (عندما تقرأ شعر حسيب تلمس دمه إنه شاعر بلا جلد وحسيب له
صوتة الذي يختلف عنا) .
ويقول أيضا حسيب عن الحداثة (أن
الحداثة نقيضا للأصالة , أيضا الحداثة ليست مانيكانا جاهزا لنعلق علية أزياء
معاصرة ,الحاثة هي رفيقة الأصالة رفيقة التراث والموروث وبدون ذلك تكون أشبه
بطواحين الهواء لا تقدم ولا تؤخر وأن الشاعر هو من يقدر ما يتملي واقعه بقدر ما
يكون حديثا أيضا ما يكون في صلب حركة الشعر العالمي ومنجزات القصيدة في العالم
يأتي عملة حديثا والمسألة الحداثية تتعلق علي عاتق العمل الإبداعي والحداثة
المسئول عنها الشاعر ليس الناقد بمعني أن الشاعر هو الذي يخلق حداثته).
حسيب القاضي دواوينة الشعرية تنبض
بمعاناة الإنسان الفلسطيني و العربي على السواء ,من خلال المنافي وأكتسب
خبرات شعرية وإنسانية وأن تجربتة الشعرية
جزء من نفسة ومعاناة وأنعكاس لمرحله تاريخية بأبعادها المختلفة ,حسيب شاعر فلسطيني
كبير ومهم علي المستوى الوطني والعربي ,أنه الأسطورة في بنية نصه وأستطاع عبر
مراحلة الشعرية المختلفة إيجاد عالمه الشعري الخاص والقائم على عناصر التجريب
والتجديد والغرابة والبحث عن لغة مغايرة وصور جديدة من الواقع والأشياء بحثا على
الأشكال التى تعكس القصيدة المتوازية.